همم عاليه فالتكون واحد منهم

قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى – لدكين لما جاءه : " يا دكين إن لى نفس تواقة ، لم تزل تتوق إلى الإمارة ، فلما نلتها تاقت إلى الخلافة ، فلما نلتها تاقت إلى الجنة "
عن ابن عباس – رضى الله عنهما – قال : " أقبلت أسأل أصحاب رسول الله ، وإن كان يبلغنى الحديث عن الرجل فآتى بابه وهو قائل ، فأتوسد ردائى على بابه ، يسفى الريح على من التراب ، فيخرج فيرانى فيقول : يا ابن عم رسول الله ما جاء بك ؟ هلا أرسلت إلى فآتيك ؟ " فأقول : " لا أنا أحق أن آتيك "
كان الخليل بن أحمد الفراهيدى – رحمه الله – يقول : " أثقل الساعات على ساعة آكل فيها "
قال عمار بن رجاء : سمعت عبيد بن يعيش يقول : " أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدى بالليل ، كانت أختى تلقمنى وأنا أكتب الحديث "
قال ابن القاسم : " أفضى بمالك طلب الحديث إلى أن نقض سقف بيته ، فباع خشبه "
وهذا يحيى بن معين – رحمه الله - خلف له أبوه ألف ألف درهم ، فأنفقها كلها على تحصيل الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه .
وعن أبى حيان ، عن أبيه ، قال : " كان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه فالج – الشلل – فقيل له : " قد رخص لك " ، قال : " إنى أسمع حى على الصلاة ، فإن استطعتم أن تأتوها ولو حبوا "
وقال الذهبى فى ترجمته لأبى بكر النابلسى : قال أبو ذر الحافظ : سجنه بنو عبيد ، وصلبوه على السنة ، سمعت الدارقطنى يذكره ويبكى ، ويقول : كان يقول وهو يسلخ " كان ذلك فى الكتاب مسطورا " قال أبو الفرج بن الجوزى " أقام جوهر القائد لأبى تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسى ، وكان ينزل الأكواخ فقال له : بلغنا أنك قلت : إذا كان مع الرجل عشرة أسهم ، وجب أن يرمى فى الروم سهما ، وفينا تسعة ، قال : ما قلت هذا بل قلت : إذا كان معه عشرة أسهم وجب أن يرميكم بتسعة وأن يرمى العاشر فيكم أيضا ، فإنكم غيرتم الملة ، وقتلتم الصالحين ، وادعيتم نور الإلهية فشهره ثم ضربه ثم أمر يهوديا فسلخه ، وقال ابن الأكفانى : " سلخ وحشى تينا وصلب " ، وقيل : سلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه فكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر فرحمه السلاخ فوكزه بالسكين موضع قلبه فقضى عليه وقيل : لما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن .
وقد قيل للإمام أحمد : " متى يجد العبد طعم الراحة ؟ " فقال : " عند أول قدم فى الجنة "
أحزان قلبى لا تزول حتى أبشر بالقبول
وأرى كتابى باليمين وتسر عينى بالرسول


من كتاب علو الهمة للشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله