المناصير بلدي
الزائر الكريم مرحبا بك في منتدى المناصير بلدي
ان لم تكن مسجلا فيرجى الضغط على زر التسجيل وملء بياناتك لقبول عضويتك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المناصير بلدي
الزائر الكريم مرحبا بك في منتدى المناصير بلدي
ان لم تكن مسجلا فيرجى الضغط على زر التسجيل وملء بياناتك لقبول عضويتك
المناصير بلدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أزمة الغرب.. في "البحث عن المعنى" الغرب.. من كهنوت الكنيسة إلى كهنوت المادة

اذهب الى الأسفل

أزمة الغرب.. في "البحث عن المعنى" الغرب.. من كهنوت الكنيسة إلى كهنوت المادة Empty أزمة الغرب.. في "البحث عن المعنى" الغرب.. من كهنوت الكنيسة إلى كهنوت المادة

مُساهمة من طرف جبريل عبدالرحمن الأحد 05 ديسمبر 2010, 2:06 am

أثار الكتاب الأخير للبروفيسور "طارق رمضان" "البحث عن المعنى : وضع فلسفة للتعددية" The Quest for Meaning : Developing a Philosophy of Pluralism"" لغطا كبيرا، وردود أفعال متباينة في العديد من الأوساط الفكرية الغربية، عبرت عن نفسها في حوارات صحفية ومقالات الرأي التي نشرت على صفحات العديد من الصحف والمجلات.

ولعل هذا اللغط الفكري يُلقي الضوء بعمق على تضمينات وأبعاد هامة في الفكر الغربي الذي لا يعدم المناسبة تلو الأخرى والحدث بعد الآخر؛ ليؤكد ذاتيته، ويكشف عن ملامح إعادة إنتاج الخطاب أو التنميط رغم التباين الظاهري في السياسات، والاختلاف الاسمي في العلاقة بالآخر.

الأحادية البنيوية وراء الشكل التعددي

لعل أزمة الغرب الحقيقية لا تكمن في رؤيته للمشاريع الفكرية التي تمثل الآخر بقدر ما تقبع في أزمة ذاتية تتستر بالتعددية للتكريس لأحادية فكرية تتخذ أشكالا مختلفة بحسب المرحلة الزمنية التي يعيشها العقل الغربي، وعوامل التعرية التاريخية والمتغيرات الظرفية التي توجه خطابه، أو تعيد إنتاجه بصورة تتناسب والواقع الجديد.

فالذهنية الغربية تتحرر من السلطة الكنسية لتقع فريسة في قبضة الدولة القومية، أو "الدولة التنين" التي تنبأ بها هوبز ! وتثور ضد الإملاءات الكنسية ( أو ما يعرف بـ "الدوجما") في العصور الوسطى؛ لتتبنى دوجما علمانية أكثر توحشا وأشد ضراوة على الحرية التي قضت نحبها تحت مقصلة دعاوى التحرر ! والمعيارية الغربية تتحرك بخُطى ثقيلة وثابتة من أطروحة "المطلق الإنساني" في العصر الكنسي ثم العصر الهيوماني الذي يُنحي الإله عن عرشه ويتوج الإنسان إلها جديدا على مملكة الكون، إلى "المطلق المادي" عبر أطروحات الحداثة والتنوير.

والحقيقة أن الفكر المادي الأحادي الذي يهيمن على الذهنية الغربية حتى اليوم، والذي تنحى على إثره المطلق الديني والإنساني، قد قدم نفسه في المشروع الغربي بتشييد النموذج العلماني كمشروع بديل للمنظومة اللاهوتية التي حكمت الواقع الغربي في الحقبة المظلمة من تاريخه (كما يطلق عليها الغرب نفسه في أدبياته، فيما يعرف بالعصور الوسطى أو المظلمة).

وتأرجح النموذج العلماني في بواكيره، كما يؤكد الدكتور عبد الوهاب المسيري، بين نموذجين تفسيريين : اتخذ أحدهما من المطلق الإنساني قاعدة فلسفية ومرجعية قيمية لطرحه، فجعل الإنسان مركزا يدور حوله الكون، وإلها جديدا على أنقاض الثيولوجيا الكنسية، أما النموذج التفسيري المناقض فقد اتخذ من الطبيعة/ المادة مركزا للكون، وجعل الإنسان جزءا من هذه المادة.
وبناء على هذا النموذج التفسيري المتجاوز يصبح الإنسان جزءا من الطبيعة/المادة، وتصبح المرجعية النهائية مادية جامدة لا مكان فيها للمثاليات والغائيات، ولا تقر بأي شكل من أشكال الماورائيات.


الكافر هو المفلس !
وهكذا تحولت الحضارة الغربية إلى المطلق المادي الآلي، وأصبح الإنسان واحدا من تروس المنظومة المادية لا ينفك عنها، وتنازل في مقابل ذلك عن سائر مكوناته الأخلاقية والروحية، واطمأن العقل الغربي إلى تحقيق الفردوس الأرضي عبر آليات هذه المقاربة الجديدة.

هذه هي الحقيقة الهامة التي ينبغي التأكيد عليها والوقوف عندها مليا.. فالمطلق المادي المنبثق عن النموذج العلماني هو ما استراحت إليه الذهنية الغربية عبر خبراتها التاريخية، وهو ما كرست له كافة إمكاناتها في الحقل الثقافي والتشريعي والسياسي والاقتصادي.

فالتعددية الدينية لم تكن أكثر من ستار تخفت وراءه آلية مادية أحادية لمواجهة الكنيسة قبل مرحلة تغول الدولة القومية، أو "الدولة التنين" التي أشرنا إليها مسبقا؛ ثم هي (أي التعددية الدينية) كانت نتيجة لقصور أجهزة الدولة قبل التغول والتنينية، حيث لم تعرف العلمنة المادية طريقها في هذه الحقبة المبكرة من عمرها إلا إلى الفضاءين السياسي والاقتصادي اللذين أحكمت الدولة قبضتها عليهما، بينما بقيت للأفراد مملكتهم الخاصة ذات المرجعية الدينية من بقايا تعاليم الكنيسة. وظل ذلك الفضاء الخاص بمنأى عن قبضة الدولة العلمانية.

ولكن بمرور الوقت تمكنت الدولة من تطوير أنظمتها الأمنية وأجهزتها الإرشادية (كالتعليم والإعلام والثقافة)، ونجحت عبر هذه المؤسسات في إذابة الفواصل وإلغاء الحدود بين العام والخاص، وتمكنت من إعادة صياغة الأفراد طبقا لنسقها القيمي المنبثق عن العلمانية المادية.

وظهرت فلسفات القوة وفلسفات اللذة كمعيارية قيمية للفرد والدولة على السواء، بحيث أصبح الفعل الأخلاقي هو ذاك الفعل الذي تتحقق من خلاله اللذة، وتحول المجتمع من "الجماينشافت" (أي المجتمع التراحمي) إلى "الجيسيلشافت" أو المجتمع التعاقدي. في هذه المرحلة لم تعد التعددية الدينية وسيلة برجماتية ذات دلالة، ولعل هذا هو إحدى القراءات للواقع التصادمي الذي يعيشه الغرب.

ومرة ثانية كان المحور المادي الأحادي هو النموذج التفسيري للتعددية الإثنية في القرن العشرين كما كان وراء التعددية الدينية من قبل.. فالسوق- كما جاء على لسان "فولتير"، في نص الخطاب السادس من خطاباته الفلسفية- "لا يعرف يهوديا أو مسيحيا أو محمديا (مسلما).. إن الكافر الوحيد في السوق هو المفلس"؛ ولذا فتح الغرب أبوابه في نهاية الحقبة الإمبريالية لموجتي الهجرة الكبرى للعديد من الإثنيات لا سيما من بلدان شرق آسيا والشرق الأوسط لحاجة المنظومة الغربية إلى هذه الفئات كعمال في مصانعها.

كانت التعددية الإثنية، بهذا المعنى، فريضة من فرائض السوق، وليس قبولا للآخر بالمعنى العريض للكلمة (اجتماعيا وفكريا وسياسيا) أو نموذجا بديلا بعد نهاية المشروع الإمبريالي الذي اعتبره لينين "أعلى مراحل الرأسمالية".

وهذا ما يبرر التراجع الشعبوي في قبول الآخر الديني والإثني بعدما انقضت هذه الفريضة (وهذا ما أكده الاستفتاء الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست بمناسبة مرور تسعة أعوام على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والذي أكد أن 49% من الشعب الأمريكي لا يفضلون الإسلام (وليس المسلمين)، كما أكدته النتيجة الصادمة لاستفتاء معهد جالوب حيث أشار إلى أن نسبة 57% من الذين سُئلوا عما يعجبهم في الإسلام، أجابوا بـ "لا شيء" أو "لا أعرف" !، والإحصاءات التي أجريت في هذه المناسبة (مرور تسعة أعوام على هجمات سبتمبر) ذات دلالة عميقة في هذا المبحث، ولكن لا يتسع المجال لبسطها).

المشروع العلماني ونهاية التاريخ !

إذا كان التنظير المادي بكل أبعاده وتضميناته يمثل المحور الأحادي في المشروع الفكري الغربي، فإن الغرب ينظر إلى هذا التفسير على أنه- بتعبير "فرانسيس فوكوياما"- نهاية التاريخ، وليس توصيفا سوسيولوجيا لحقبة بعينها؛ ومن ثم فإن مشروعا يصدر عن أي "آخر" لا يؤمن بالتأطير المادي للعلاقة بين الإنسان والكون لا يمثل- في العقل الغربي- أكثر من ظاهرة انقلابية تحمل عوامل انهيارها ذاتيا !.

هذا هو السيناريو التاريخي الذي مرت به التجربة الاشتراكية التي عمدت في بدايتها إلى أنسنة الرأسمالية، وحملتها وزر تفكيك الإنسان وتنحيه عن المركز، وتسليعه "تحويله إلى سلعة"، وتشييئه "تحويله إلى شيء"، كما حملتها وزر الإمبريالية، التي اعتبرها "لينين" أعلى مراحل الرأسمالية.

كانت هذه هي المثاليات التي بشرت بها الاشتراكية في نسختها الأولى، ولكنها بعد مرور زمن ليس بكبير رفعت على يد "خروشوف" شعار "اللحاق بالولايات المتحدة الأمريكية"، وتنحت الطبقة العاملة عن دور البطولة في تغيير مسار التاريخ لتتحول إلى نموذج الإنسان الاقتصادي (المادي/الطبيعي) الذي انطلق بلا هوادة إلى السوق ليشبع حاجاته وملذاته، ثم يتحول الإشباع إلى استهلاك على يد "جورباتشوف" والبريسترويكا لتنهار أطروحة الاشتراكية الإنسانية في مقابل الرأسمالية الليبرالية، ويترسخ نموذج "الإنسان الطبيعي/المادي" كنموذج تفسيري أحادي في الفكر الغربي.

ويلاحظ أن "مارجريت تاتشر"، رئيس الحكومة البريطانية الأسبق، لا ترى في هذه السنوات، التي قاربت على المائة عام سوى خطوات لإقرار النموذج العلماني، وأن الثورة البلشفية لم تكن أكثر من انقلاب، وأن فشل الاشتراكية التي أرادت أن تسقط الإله المادي لحساب المطلق الإنساني هو من قبيل "الحتمية التاريخية".

كان هذا هو مصير المشروع الاشتراكي الذي ولد وترعرع في المحضن الغربي؛ بل إن العديد من المفكرين توقعوا هذا السقوط والعودة إلى الرأسمالية، وهو ما يعبر عنه في الأدبيات الغربية بـ "التلاقي"، والذي صار يمثل موروثا ثقافيا في الفكر الغربي.

فالمنظومة العلمانية المادية ذات الأصول الغربية هي وحدها القادرة على بناء نموذج حضاري، بل إنها تحتفظ لنفسها بصك الحضارة البشرية على سبيل الاحتكار. وأي مشروع حضاري "آخر" متجاوز لا بد أن يمر بتجارب السقوط والعودة إلى محاضن العلمانية المادية (أو التلاقي) مع النموذج التفسيري المادي الذي يمثل نهاية التاريخ، بحسب تعبير فوكوياما.

الأحكام المسبقة

في أغسطس 2010 صدر عن مطابع "بنجوين" الشهيرة كتاب "البحث عن المعنى : وضع فلسفة للتعددية" للبروفيسور طارق رمضان، والذي يعد حلقة في سلسلة طويلة فتحت ملف التعددية والاندماج الإثرائي بين الحضارتين الإسلامية والغربية، واعتبرت "صدام الحضارات" هو في جوهره صداما بين اليمين الراديكالي في كلا الفصيلين، وليس صداما بين الحضارتين اللتين تمثلان علامة بارزة في التاريخ الإنساني على امتداده.

والكتاب في مجمله بوتقة صهر فيها كاتبه العقائد الدينية الروحانية التقليدية والفلسفات الكبرى في الشرق والغرب، كدعوة من أجل "إعادة صياغة أنفسنا والتأمل التجديدي في أفكارنا ومبادئنا ومثالياتنا، وتطوير فلسفة للتعددية تسمح لنا بالخروج عن تأطيراتنا الضيقة والانفتاح على دراسة عميقة نجتر بها خبرات التاريخ؛ ففلسفة التعددية وعلاقتنا بالآخر الذي يعيش بين ظهرانينا لا يمكن أن تخضع للتأطيرات التشريعية أو الأوامر السيادية... لكنها تتطلب حشد شجاعتنا لمساءلة ثوابتنا ويقينياتنا، وإبداء التواضع نحو منجزاتنا ونحو استجابة الآخرين لها، والتأكيد على معاني الحب والاحترام لأخوة الإنسانية... إن هذه الدعوة لا تخص المؤمنين وحدهم، بل تشمل الملحدين معهم، بل تضم في طياتها ضمير الإنسان، كل الإنسان، في الشرق والغرب".

ولكن ! يثور السؤال التقليدي : هل يمكن لدعوة كهذه أن تصدر عن رجل ارتبط اسمه بالدين، ويعزف خارج المنظومة الفكرية العلمانية (ولو كان هو "مارتن لوثر الإسلام" كما أطلقت عليه صحيفة واشنطن بوست على لسان كاتبها "بول دونلي"، و"المجدد الأكثر أهمية في القرن الحادي والعشرين"، كما أكدت صحيفة تايمز، وثامن أعظم مفكري العالم في العام 2008، بحسب استفتاءات صحيفتي "فورين بوليسي" الأمريكية و"بروسبكت" البريطانية)؟.
وهل يمكن لمشروع حضاري تعايشي اندماجي إثرائي بهذا الحجم أن ينفك عن النموذج التفسيري المادي، ويدور في فلك ديني روحاني بحكم مكوناته وبحكم الخلفية الفكرية لصاحبه؟.

في أول لقاء صحفي أجراه أحد الصحفيين الفرنسيين مع الدكتور رمضان عقب صدور الكتاب (كما أورده الموقع الرسمي للمؤلف)، وبعد إبداء إعجابه بالكتاب وبما فيه من "انفتاحية وتوسع"- بحد تعبيره- وجه الرجل السؤال التالي : "سيد رمضان، هل تعتقد أنك ما زلت مؤمنا؟ !".

إن الثوابت الفكرية الراسخة في العلمانية الفرنسية المنبثقة عن الثورة الفرنسية والسياق الديني الكاثوليكي لا تضع في اعتباراتها أن مؤمنا- كائنا من كان- يمكنه أن ينفتح على هذه الآفاق. هذه هي الثوابت الفكرية والتنميطات الجامدة التي يدعو الكتاب لوضعها موضع البحث والمساءلة، والخروج من كهوف الأحكام المسبقة غير الموضوعية التي تستند إلى تصنيفات عَفَّى عليها الزمن إلى الإفادة من التجارب الإنسانية عبر بوابات التحول من الدال غير الموضوعي إلى المدلول الموضوعي، ومن الأفكار الماضوية الجامدة إلى الفكر النقدي التجديدي.

والحقيقة أن العلمانية الإنجليزية ذات السياق الديني البروتستانتي لم تختلف كثيرا في رؤيتها لهذا المشروع المتجاوز، والذي زاد عن ثلاثة عشر كتابا، ومن ثم في استخدامها لذات الأدوات النقدية الجامدةـ إن صحت التسميةـ التي لم تتعرف على الموضوع بقدر تعرفها على الواضع عبر الأطر الفكرية التقليدية الموروثة (يجدر الإشارة هنا إلى أن كلمة laicism "بمعنى إقصاء النظام الكهنوتي عن النظام السياسي للدولة" وكلمة dechristianism "بمعنى نزع الصفة الدينية- المسيحية في هذه الحالة- عن المجتمع" يستخدمان في اللغة الانجليزية للإشارة للعلمانية، وهي اصطلاحات ذات دلالات هامة، وإن كانت أقل شيوعا من secularism "بمعنى الدنيوية").

فالمفكر الديني في هذا القالب الفكري لا علاقة له بمشروعات الحضارة وفلسفات الحياة، إنما تنصب مباحثه على علوم اللاهوت والروحانيات، ويقتصر ميدانه على المسلمات الغيبية والماورائيات.

وقد عبرت جريدة IndependentThe "إندبندنت" في أحد مقالات الرأي في يوم الأربعاء، 28 يوليو 2010، تحت عنوان : "حدود التعددية الثقافية" The Limits of Multiculturalism لكاتبة "غير مفتونة بـ "أيديولوجية التعددية الثقافية"، هي "كريستينا باتيرسون" Christina Patterson عن هذا المعنى عندما ذكرت أن "ما يدعى بمفكر إسلامي ينبغي أن يكتب في موضوعات محددة، وإذا فشل في ذلك فإن نواياه ينبغي أن توضع موضع الشك والريبة... المتوقع من كاتب إسلامي أن يكتب عن العلمانية أو قانون العقوبات في الإسلام أو حقوق المرأة المسلمة والحجاب والنقاب..."، وهكذا تبقى مادة الكتاب وأهدافه بعيدة عن دائرة الاهتمام النقدي في إطار الثوابت الجامدة لمفهوم "مفكر مسلم".

ولم تختلف الرؤية النقدية في جريدة The Guardian "الجارديان" البريطانية في كثير عن التصنيف الراديكالي السابق، حيث أفاض أحد كتابها، هو "جون جراي" John Gray ، في عدد السبت 28 أغسطس 2010، تحت عنوان "البحث عن المعنى لمؤلفه طارق رمضان" The Quest for Meaning by Tariq Ramadan، في سياق معارضته لليوتوبيات الهيومانية والدينية، في الحديث عن نوايا الكاتب المسلم الذي ينبغي، بناء على تكوينه الفكري، أن "يضطلع بموضوعات أخرى من شاكلة رجم المرأة والجنسيين المثليين قبل الخوض في موضوعات متعلقة بمستقبل الحضارة البشرية؛ للتدليل على صدقه في الاهتمام بهذه القضايا".

ومن المفارقات أن "العقل الدوجماتي" الذي "يدرك الحقيقة عبر منظور واحد هو كل ما تسمح به تأطيراته الضيقة، والذي يؤدي في نهاية المطاف إلى العلاقات المتحيزة القائمة على التمييز بين (نحن) و(هم)، والذي يكتسح تيارات اليمين واليسار على السواء في الغرب في الفضاءين الديني والسياسي"، كان من المباحث الهامة التي تعرض لها الكتاب الذي يمثل دعوة للخروج من كهوف الغيتو الماضوي إلى آفاق الاندماج الإثرائي بما يخدم مصالح الإنسان على اختلاف انتماءاته ومواقعه.
إن اختفاء طبقة الكهنوت الديني ينبغي ألا تعني بحال ظهور طبقة الكهنوت المادي التي تتأبى على تعدد الأيديولوجيات وتدافع الرؤى؛ لتدعي لنفسها احتكار الحقيقة وفكر النخبة.


نقلا عن الموقع الرسمي لطارق رمضان
جبريل عبدالرحمن
جبريل عبدالرحمن
عضو ذهبي
عضو ذهبي

احترام قوانين المنتدى : 100

عدد المساهمات : 1356
نقاط : 29069
تاريخ التسجيل : 10/06/2010
العمر : 42

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى