الحنين الي الابتدائي ... علي العتيق وسر الحياة

علي العتيق أخاف أن أكشف سرك وأنا رغم شقاتك أحسبك واحد من أولياء الله ولا أزكيك علي الله .
كنا صغارا ويوم دخول المدرسة يوم مشهود حيث نستبدل العراقي بجلابيتين واحدة دبلان وأخري من البوبلين تلبس يوم النظافة يومي السبت والثلاثاء وتلبس الشدة " السكر" والتي لا تستبدل حتى يحول عليها الحول وان تجرأت وتقطعت فعليك أن تعهد عليها بالنار وترقعها باخري قديمة والمدرسة لا يعكر صفوها غير تسميع جداول الضرب وإذا اشتكاك أحد الكبار للمدير وعلي العتيق.
نعم علي العتيق فإذا مر بالقرب منك ولكزك وهمس بعدين ساهلني فأنت لا محالة هالك،لدرجة أن نفر منا توصلوا لاتفاق معه بأن ينتظرونه في مكان معلوم لأخذ المرتب والمرتب هو جلدة شديدة المراس من يد العتيق التي لاترحم.
علي أذا لم يقذف بشنطة كتبك في الماء فأنت الرابح ، لدرجة أن مدير المرسة أقسم له ذات صباح" والله يا العتيق أذا مافي زول اشتكي منك لآخر اليوم بديك جنيه والجنيه مبلغ يسيل له اللعاب،وبعد دقائق معدودة أقتحم مكتب المدير من يحمل كفه وهي تسيل دما ، ومن خلف الدموع يصيح العتيق العتيق يا لطيف مالو العتيق طب أيدي علي الباب .
العتيق حكمة الله ان أهله فقرا أي اهل تدين وتصوف تعلمنا عندهم صلاة التروايح مع الوالدة لا ادري اكنا نذهب للصلاة أم للعشاء الذي يعقبها.
ذات يوم ابوه عمنا احمد محمد ود العتيق ربنا يطراه بالخير أمره بعد الفطور بأن يذهب لنظافة مزرعة البامية وأقسي عقوبة عندما تؤمر بعمل بعد أن تمتلئ المعدة بالقراصة .
ذهب العتيق وهو " يطنطن" وقبل أن يبدأ العمل أبصر أسامة ود الجيران مقبلا من بعيد وأسامة بدأ دراسته بالحصاحيصا فهو اذا يستحم ويسرح شعره ويكوي جلبابه،صاح فيه العتيق تعال هنا دا أنت متفنتر خلي بالك –أي مغرور-وقبل أن يسمع دفوعاته ضريه بالكدنكة-آلة النظافة- علي ام يافوخه ومازال الجرح بائنا، وحكمة الله ان العقوبة لاتجدي نفعا في العتيق ذات مرة أمر أخته بأن تغسل له ملابسه ولما رفضت حمل " الملفلة" وهي آلة من الحديد الصلب تزن حوالي خمسة كيلوتستخدم في تدوير وابور المياه- والله تغسلي الهدوم دي بالتي هي أحسن تغسليها ماتغسليها تغسليها بالتي هي ملفلة وقد كان
ونحن في سادسة مزق علي العتيق كتاب الرياضيات قائلا له : انك تهدد كل تلميذ بليد وها أنذا تلميذ بليد فاذا لاقيت حسبو يوم تصحيح فقل له مزقني العتيق( والله انك ليس ببليد يا ايها العتيق ).
عندما نخرج من المدرسة لا يمكنك الذهاب للمنزل إلا بعد أن يأذن العتيق ويقنع من العوم في بحر الدميرة –ونط السبلق- مصطلح نطلقه علي القفز في الماء من أعلي فرع في أشجار السنط-لنتعرض بعدها لعقوبة قاسية من أهلينا بسبب التأخير.وحكايات العتيق التي لا تخلص أختمها ونحن عائدون من المدرسة مررنا بموقع زريبة يهائم اشتعلت النار في روثها ولم تخمد لشهر كامل لكن العتيق صرح بأنه لايهاب الخطر والراجل ينزل معاهو في النار وماكان منه الاأن غرز رجله فيه وخرج منها يصرخ من الألم ورقد شهرا لا يستطيع الحراك .
العتييق الآن فني ميكانيكا آلات ثقيلة لا يخلص لايتكلم الا نادرا وعند الضرورة .
العتيق هل أفشيت سرك، ومع أنك حجرت علي الدروب وأنا تلميذ لكني والله أكن لك محبة وتقدير متعك الله بالصحة والعافية سيدي.
هل تقرأني آمل ذلك