الصحيح ليس دائما شائعا ، والشائع ليس صحيحا دائما

القرار الصحيح :
الإنسان الناجح هو الذي يتخذ القرار الصحيح وفي الوقت وأقول البرهة المناسبة . إليك هذه القصة لندعم هذا القول:
كانت هناك مجموعتان من الأطفال يلعبون بالقرب من مسارين منفصلين لسكة الحديد: أحدهما معطل والآخر مازال يعمل. طفل واحد يلعب على المسار المتعطل وخمسة آخرين يلعبون على المسار العامل. كان هنالك ( المحولجي ) يقف بجوار محول اتجاه القطار عند المفاتيح. فجأة رأى قطارا قادم وليس أمامه إلا ثوان ليقرر في أي مسار يوجه القطار. فإما أن يترك القطار يسير كما هو مقرر له فيقتل خمسة أطفال أو يغير اتجاهه للخط الثاني فيقتل طفلا واحدا. فلو كنت أنت مكان ( المحولجي ) فأيهما تختار وما النتائج التي سوف تنعكس على هذا القرار.
دعنا نحلل هذا القرار معظمنا يرى أن الأفضل التضحية بطفل واحد خير من التضحية بمجموعة أطفال. وهذا على أقل تقدير من الناحية العاطفية فهل يا ترى هذا القرار صحيح ؟ هل فكرنا في أن الطفل الذي كان يلعب على المسار المعطل قد تعمد اللعب هنا حتى يتجنب مخاطر القطار ؟ ومع ذلك يجب عليه أن يكون الضحية وفي المقابل إن الأطفال الآخرين مستهترون وغير مبالين وأصروا على اللعب في المسار العامل.
هذه الفكرة مسيطرة علينا في كل يوم وفي مجتمعاتنا في أماكن العمل وحتى في القرارات السياسية الديمقراطية أيضا . إذ يُضحى بمصالح الأقلية من أجل مصلحة الأكثرية بغض النظر عن قرار الأغلبية حتى لو كانت هذه الأغلبية غبية وغير صالحة والأقلية هي الصحيحة.
هنا نقول بعد التحليل إنه ليس صحيحا أن يغير ( المحولجي ) مسار القطار وذلك لأن :
الأطفال الذين يلعبون في مسار القطار العامل يعرفون ذلك وسوف يهربون بمجرد سماعهم صوت القطار. أما الطفل الذي كان يلعب على الخط المعطل سوف يموت بالتأكيد من غير ذنب لأنه لن يتحرك من مكانه عندما يسمع صوت القطار فهو يعتقد أن القطار لن يمر في المسار المعطل.
من المحتمل أن المسار المعطل غير صالح وغير آمن فلو تم تحويل مسار القطار إليه لن يقتل الطفل وحده وربما انقلب القطار وأودى بحياة كثيرا من الركاب ويقودهم إلى مخاطر حقيقية فبدلا من إنقاذ حياة مجموعة من الأطفال قد يتحول الأمر إلى كارثة وقتل مئات من الركاب. مع العلم أن حياتنا مليئة بالقرارات الصعبة التي يجب أن نتخذها لكننا قد لا ندرك أن القرار المتسرع عادة ما يكون غير صائب.
ونقول ( الصحيح ليس دائما شائعا، والشائع ليس صحيحا دائما. وإبعاد العواطف عن القرارات المصيرية الحاسمة ينجي من عواقب وخيمة )