مـُـلاح التربيقة

ملاح التِـربيقة كان يؤدم به سابقا فى مناسبات العزاء وبالذات يوم الصدقة {يوم البكاء}
حيث كان يتكون الأكل من طبقين فقط هما طبق المرق  وطبق التربيقة .
وتتكون التربيقة أساسا من الويكة المسحونة ودقيق الدخن والبصل والكزبرة والشمار
ولها مذاق خاص تفوح منه رائحة البهارات ، وقد تغير الحال الآن وصرنا نرى كل
مالذ وطاب فى مثل هذه المناسبات والتفاخر والتبارى فى تقديم صنوف الأطعمة دون
مراعاة لقدرة صاحب العزاء واستطاعته ...

فعلا ملاح التربيقة له طعم خاص، يختلف عن ملاح أم شعيفي العادي ، أو أم رقيقة العادي، كتحة الدخن فيهو تديهو نكهة خاصة..
 فعلا حضرت كم مأتم بالبلد. رأيت هناك تكلفة في مآتم العزاء.. صار العزاء يشبه عزاء ناس المدن..
 بس برضو الحريم ارتاحن من العواسة..
 لكن كل زمن بي حاجتو يا الفكي.. يعني زمان مرتين بس عند صاج العواسة ممكن يعوسن كسرة البكا كلها.. هسه الجيل الجديد ده؟ ( سـِــنـّة ناعمة) مع الكريمات الجديدة دي؟ وكريمات التبييض ، مافي واحدي بتقعد ليك عند الدوكة
 لاحظت  الكسرة تبدلت بالرغيف.. وبدل خلوة فلان وديوان فلان.. بقت صيوانات يأجروها بالقروش.. وبقى في رز وعدس بالإضافة للضبايح..
 وبكاسي ومراكب مكنة يأجروها عشان تجيب الرغيف..

مشكور على المرور والإضافة أخى صديق لكن ألا ترى معى أن ذلك
النظام كان أفضل مما هو الآن من تكاليف وبذخ ومع الميته خراب
ديار كمان ، بعدين زمان الكسرة يعوسنها كل حريم الحله تقريبا والحلال
المجاوره إذا كان الناس المتوقعين كتار ، فكان يوزع الدقيق قبل يوم أويومين
وتتم العواسه وترفع الكسره إلى مكان العزاء فى آخر مساء أو فى الصباح
الباكر ...

اخونا الفكي  بصراحه اول مره اسمع باسم هذا الملاح  وحتي اسمه غريب   لكن من ذكرك للبهارات تذكرت  الزواده التي كانو يحملونها معهم في السفر واذكر ذلك عندما كنت اسافر مع الوالده فبحكم عمل الوالد في الجيش  كان ترحال الوالده كثير  وكانت طريقه السفر لاحول ولاقوه الا باالله  مساله غايه في الصعوبه خاصه عندما يكون السفر عن طريق ابو غربان  فابو غربان هي الاقرب للمسافر من الجزائر ولكن يتوجب ان تقطع بحرين من سور لتصل الي الشرق وكانت الطريقه المتبعه هي التعويم  والتعويم يكون بواسطه حبوباتنا  بنت العطا  والده الوالد وخادم الله والده الوالده الله يرحمهم  ويكون باالقرب  ومن بعد هناك دابه من الشرق لتوصلنا الي المحطه  وكانت الزواده هي (البكابه ) فيها رائحه البهارات قويه جدا ولها طعم  حلو المذاق

تشكر على المرور باشمهندس هاشم ، فعلا أهلنا كانوا  يعملو البكابه وهى قراصة
تتكون من دقيق القمح يعجن ويـُخمّر ويضاف إليه قطع من التمر وشوية حِلبه مسحونه
وتتم عُواسته بعد ذلك ، وهناك البكابه المُرة بدون تمر أو ممكن يكون ممزوج فيها
قليل من السكر ، وهناك الـدُقه التى تتكون من البهارات الشمار والكزبره وغيرها
مع شوية ملح وهى بمثابة الإدام الجاف وهذا الزاد كان يظل  بحالة جيدة عدة أيام
بدون أن يفسد ، وفعلا لما تفتح صُرة الزوادة تفوح منها هذه الرائحة الزكية رائحة
البُـهــــــــــــارات . لله دركم ياأهلنا ...

ملاح التربيقة دائما قاعد يكون في العزاء.. وكان زمان الناس يعملوا تالتي للبكاء.. برضو الناس يجوها.. وعادة المناصير زمان ولى قبل الإغراق كان البكاء الناس يجوه قبل طلوع المشمش، مع طلوع الشمش الفطور يكون شغال.. والناس تنصرف حوالى الساعة تسعة. ليه؟
 عشان الناس ما تخرب خدمتا.. العندو بوغة والعندو موية.. يرجعوا لى خدمتهم بدري..
 هسي دي ناس البكاء بقوا يتأخروا.. والونسي تشتغل.. والناس كلها بقى زول عندو بوغة والله موية والله حش قش  وعيش مافي.. وسائل الحياة تغيرت وغيرت العادات السمحي..

حتى زمان من وسائل التكاتف.. العانة للما عندو قروش.ز قاعدة تكون عيش.ز البي يجيب قمح والبي يجيب مريق.سيد البكاء يكون عندو ماعونين واحد للقمح وواحد للمريق.. هسي دي عادة العانة تكون عيش انقرضت..
 شوف زمان وسائل التعاون كانت كيف؟
 ما ضروري قروش.. العندك بس؟

شكرا الاخ الفكى على اختيار هذا الموضوع او المفردة النادرة والمنقرضة لا اضيف على كلامك وكلام الاخ صديق--واذكر انى اخر ملاح تربيقة اكلته فى بكاء فى الضقولة لا اذكر من المتوفى---ولكن اتذكر ان الحريم فى البكاء كن يلبسن الثوب الابيض فقط---وحتى انه ان احدى المنصوريات اتت الخرطوم اثناء تلك الفترة او بعدها بقليل فرأت الموظفات يلبسن الثياب البيضاء فاسرعت نحوهن وقالت :اعل أاافى عوجى يابنياتى--ايضا البكاء كان يستمر مايقارب الاسبوعين والناس تظل تزح فى الفراش---وطبعا لصعوبة الاتصال والمواصلات---جاييكم راجع