اكتشاف النيل وفقدان السودان !

الطريق الثالث –بكري المدنى
اكتشاف النيل وفقدان السودان !
*قبالة (ألوان)كانت هناك كافتريا تفتح على ناصتين ولعلها الوحيدة في المنطقة ولكن مع هذا التميز كانت الخدمات فيها متواضعة جدا –الرجل الذى يقوم عليها كان دائما ما يجعلني احس بأن ثمة مشكلة ما بيننا اظل رافعا يدى اليه بالقروش وهو يحدج الي بوجه جامد وعلي ان اترجاه لإرجاع الباقى من بعد - عامله الآخر كان سارحا طوال الوقت يحدق في السقف وعليك ان تذكره مرة بعد الأخرى بالطلب الذى تريد –ببساطة كان شراء (ساندوتش) من تلك الكافتريا اشبه بعملية استخراج جواز –قبل ايام اسدل الستار على تلك الكافتريا وعلقت عليها لافتة تعلن اعادة الفتح بعدايام على ايدي بعض اشقائنا الشوام - امس افتتحت الكافتريا ومررت عليها فإذا بكل شئ قد اختلف ويقيني ان( الزلمة) لم يصرف عليها اكثر من الفي جنيه ولكن كل شئ اختلف من الإستقبال الي النظافة والعمالة طبعا والتى اضحت اجنبية !
*ظرف خاص يجعلننى هذى الأيام اتردد على مستشفى (جرش) بالخرطوم وضح لي من الأسم ان المشفى اردنى وهو من الداخل بالفعل كذلك –كادر الأطباء والعمالة بنسبة كبيرة من غير السودانيين حتى اقل الأعمال عهد بها لأخواتنا واخواننا من دولتى اثيوبيا وارتريا والخدمة ممتازة طبعا ولا تشبه اي خدمة في مستشفياتنا
الوطنية حتى الخاصة منها !ويحدث هذا في ظل عطالة سودانية مقننة اضافة الى لا مبالاة مركزة تجد بموجبها حتى العامل السوداني عامل فيها ما عامل وان هو على استعداد دائم للنقاش والجدل الهابط ومن انقلاب قوش وحتى عودة اسحق احمدفضل الله للكتابة !
* امس تم افتتاح شارع النيل في الخرطوم وام درمان ومن روعة المشهد بدأ لنا وكأننا لسنا في السودان على الرغم من النيل( القديم ياهو)!ولكننا بقينا لساعات نبحلق في الماء ونحن نسير على الرصيف الجديد وكأن كل شئ جديد ونحن قد اكتشفنا فجأة ما كان مدفونا تحت اقدامنا لعشرات السنوات تلك الأمسية بدأ حتى مزاج الناس قد تغير للأفضل ولم تزل لدينا خمس واجهات مائية اخرى في الخرطوم لم تمتد اليها يد الإكتشاف من بعد !
* ثمة تجربة اخرى لم تكتمل بعد وتمتد من تحت كوبري المنشية وحتى كوبري بحري القديم و بقليل من المجهود من الممكن ان نكتشف ان
هناك نيل ايضا وقبل فترة طارت اخبار عن بيع هذى المساحة لمستثمر خليجي ولكن البيعة رجعت لأن الرجل كان يريد اقامة مبنى من ثلاثين طابقا على ضفاف النيل وذلك غير ممكن طبعا وان صحت تلك الأخبار نحمد الله على عدم اكتمال البيع لأن هكذا مناطق تؤجر ولا تباع وليت ذلك قد تم للفلل الرئاسية التى اشترتها امريكا واصبحت منطقة خضراء داخل الخرطوم وكان من الممكن ايجارها وتوفير تكلفة بنائها في خمس سنوات ولكن طبعا ليس في الأيجار (كوميشون مثل البيع !)وشخصيا لا استبعد بيع تلك الأرض لمن باع هواء السودان واضاع خط هيثرو!
*مهما كلف شارع النيل الجديد الا انه –اكيد- اقل مما كلفت عشرات المشاريع الفاشلة الأخرى من مشروع التنقيب عن البترول وحتى المشروع الحضاري!
* اصبحت في الفترة الأخيرة اكثر قناعة بالقول الشريف (كيفما تكونوا يولى عليكم !)والمشكلة كامنة في الزول السوداني حاكما كان او محكوما ولابد من مراجعة ذلك الزول لنفسه بنفسه !
على الطريق الثالث
*اطرحوا كل شئ للإستثمار والإيجار ولكن لا تبيعوا شيئا يرحمكم الله
*علينا ان نبتدع وسيلة التحفيز لكل وزير او مدير يجئ بمستثمر ومستأجر –حافز يساوي اكبر كوميشن ممكن!