غازي بلا غزوة !

الطريق الثالث –بكري المدني
غازي بلا غزوة !
* كتب الدكتور غازي صلاح الدين امس مقالا او قل بيانا حول موقفه مما جرى بالمؤتمر الأخير للحركة الإسلامية بعد ان امسك ذلك الرأي طويلا (توقياً لما قد تُحدثه أية كلمة لا توضع موضعها الصحيح أو تُفهم بدلالتها المرجوة من إرباك لرأي عام هو أصلاً مرتبك بسبب حوادث متعاقبة ألمّت بالساحة العامة) كما قال ولكنه عاد من بعد بتبرير( لكنني أيضاً خشيت أن تندرس العِبر التي تفتقت من انعقاد المؤتمر وتفوتنا حكمتها في زمن نحن أحوج ما نكون فيه لاستخراج العِبر من كسبنا وأعمالنا، فرأيتُ أن أدنى ما أفعله هو تحرير الخلاف من وجهة نظري)-
*ثمة افتراضات لمحاذير غازي تلك ومنها انه كان يخشى من ان يشق موقفه صف الحركة وان تصطدم (حركته) من بعد بالدولة والحزب وهذا ما جعل الرجل الذى ادخره شباب الإسلاميين طوال السنوات الماضية لمقام يجيؤهم بمقال! و الشيخ الذى نادوه لتحرير المواقف جاءهم بتحرير الصحائف! ناسيا ان الذى يقوله اليوم سبقه عليه الكثيرون وان بزهم هو برصانة الكلمة وسلاسة العبارة
* بصراحة ماكان شئ ليحدث لولا ان غازي تهيب اللحظة التاريخية وأسوأ ما كان يمكن ان يحدث ان يتم افقار الحركة بعدم دعمها من مال الدولة او الحزب وهذا عين ما كانت تحتاجه لتكون حركة قوية وحرة ومستقلة وتعتمد على اعضائها او تماما كما كان يريدها غازي!
* ما كانت الحركة لتنشق –اذا- ولا الحكومة سوف تسقط لو ان غازي قال مقاله هذا والناس حضور في المؤتمر وجاهر به رأيا واتخذه موقفا وكان سيجد معه كثيرون خارج وداخل المؤتمر وسوف تلتف غالبية الأربعة آلاف عضو حوله لإسقاط الهيئة القيادية غير المنتخبة ولإختيار امين الحركة الإسلامية من المؤتمر العام وليس من مجلس الشورى وكان الجميع ينظرون اليه برجاء ولو فعلها غازي يومها لسارت خلفه حتى كراسي القاعة ولرددت مكبرات الصوت الله اكبر ولكن الرجل الذى كان يخيف اعدائه اصبح يهاب اخوانه وطفق طوال ايام المؤتمرالعام يقول كلاما في النسق العام وهو يرجو وحدة الصف –وما فائدة الوحدة اصلا ان كان الصف معوج؟!
*لقد عقد الكثير من الشباب آمالا عراضا على غازي ورجوه منقذا (جعل احدهم يبكى في القاعة ايام المؤتمر بعد ان آيس منه!) ولكن الرجل الذى بلغ الستين تردد في الوقت الذى كان من المفترض فيه ان يتقدم وكان بإمكانه وقت ذاك -لا اليوم- ان يقول كلمته هذى ويمضى وما كان الذى سيخسره من بعد الستين ؟وما الذى كان ستخسره الحركة و الحزب و البلد؟!ان في مقال غازي الأخير نفسه ما يؤكد ان كل الأشياء التى يخاف عليها غير متوفرة حاليا وان ليس بإمكانه معاودة المحاولة قريبا!
* لقد انسحب غازي كما اراد تماما وبعد وصول المسائل الي الحد الذى يعذر فيه نفسه عن التكليف ويجد بالطبع العذر من الآخرين ويتثنى له الحديث عن محاذير ومخاوف اغلبها على النفس وان صورها على الصف ولمزيد من التبرير سيعاود الرجل صالونه العام كل ثلاثاء والدعوة عامة !
* عقودا طويلة مرت منذ العم 1976م ولم يعد بإمكان الشاب الذى كان بطلا لدار الهاتف من ان يصبح بطلا لموقعة القاعة –مع فرق الوسائل – رغم دفع الناس له فالشاب الذى كان (الليث الأبيض) لقوات الجبهة الوطنية وهو يتقدم بثبات مذهل مع تلك القوات نحو الخرطوم تحول ذلك الشاب الذى كان يطلب الشهادة الي شيخ يطلب الحياة الهادئة وسط احفاده –ولا عزاء للشباب
* حتى لا نظلم غازي لنفترض معه ان محاذيره -حتى التي لم يقلها - كانت اقرب للتحقق اما كان الأفضل ان تحقق تمايزا للصفوف من الا تتحقق وتصبح من بعد مثارا للإحتقان الذى ينفجر بدلا عن خلافات سياسية الي خلافات تخريبية؟!
على الطريق الثالث
* لا ادري لم علم الترابي هؤلاء القوم السياسة ولم يعلمهم الجراءة ولم زرع فيهم المهابة في الوقت الذى كان من المفترض ان يغرس فيهم الشجاعة ؟!

مشكور بكرى المدنى على التنوير بالطريق الثالث
مع العلم ان معظم الاعضاء لايطلعون على الصحف
لان ليس لهم وقت لذلك