مدرسة شري المتوسطة

كنت قد وعدت بالكتابة عن مدرسة شري المتوسطة امتدادا لما كتبه أخونا المهندس صديق عبدالله عن مدرسة شري الأولية وقد أوفى واستوفى وأتى بما هو مفيد ووثق وأرخ للتعليم في منطقة المناصير بأسلوب شيق وبمهارة الكتاب المرموقين وهذا ما لمسناه من كتاباته وله منا الشكر وربنا يوفقه ليتحف الجميع بإبداعات المناصير. وبما أني قد عاشرت تلك المدرسة وكنت من أوائل الطلبة الذين تم اختيارهم وقد عاصرت أحداثها منذ اللحظة الأولى وسمعت أول جرس يرن في تلك المؤسسة إيذانا بفتح صرح جديد للتعليم في بلدنا المناصير.

كما ذكر الأخ صديق في كتاباته عن المدرسة الأولية وعن مدرسة أبي حمد وكيفية قبول الطلاب، وقبول 40 طالبا فقط والباقي يذهب لأهله أو إلى فصول الإعادة. في ذلك العام وهو عام 1969 م . بدأ التوسع في التعليم فافتتحت مدرسة متوسطة في الشريك والكاب على أن يقبل طلاب المناصير بالكاب وطلاب منطقة أمكى والشريك وأبوهشيم وغيرها في مدرسة الشريك حتى تخلو مدرسة أبوحمد لطلاب مقرات المدللين وفعلا لم يقبل ولا طالب واحد من المناصير في أبي حمد في ذلك العام وتم استيعابهم في مدرسة الكاب وعددهم أربعون طالبا علما أن المدارس الممتحنة من المناصير كانت أربع وهي مدرسة الكاب، مدرسة كبنة، مدرسة شري، مدرسة برتي، أي تم قبول ربع الطلاب وثلاثة أرباعهم ذهبوا لبيوتهم. وحينها شعر أهلنا الكرام بأن المشكلة ما زالت قائمة وأن كثير من أبنائهم سيحرمون من التعليم.

كان يومها في المناصير رجالا بحق وحقيقة وطبعا كان قيام مدرسة متوسطة في الكاب دون شري والتي انطلقت منها بداية التعليم النظامي ، بالإضافة إلى موقعها وسط المناصير كانت أحق بالمدرسة من الكاب ومنذ ذلك الوقت بدأت المنافسة بين شري والكاب وكاد أن يكون شقاقا لو لا حكمة أهلنا في ذلك الوقت ورغم أن معظم الناس كانوا يرونها فتنة وبداية فرقة ولكنها كانت منافسة أتت بالخير الكثير لأهلنا في المنطقتين فقامت المدارس ومراكز الشرطة والمراكز الصحية والمستشفيات . عموما بدأ تفكير أهلنا في قيام مدرسة منافسة لمدرسة الكاب وكان أن دعي لاجتماع كبير للمناصير من منطقة كبنة وحتى برتي في شري وفعلا تم تكوين لجنة كانت من خيرة ومن أميز رجال المناصير في ذلك الوقت وقد ضمت تلك اللجنة:

1- الحسن علي عون الله - الكراع

2- طيفور سيد أحمد - كبنة

3- حسن عثمان - عصمة

4- أحمد الحسن عثمان - شري

5- أحمد كرار - شري

6- أحمد حسب الله - شري

7- كلمون - شري

8- الشيخ دبيليب - شرري

9- حسن الجبور - برتي

10- محمد الحاج - أوس

11- محمد الخليفة - النعوفاب

12 - عثمان ودأحمد - السلمات

13- عطا الفضيل كدوي - العمارين

هذه اللجنة إن لم تخني الذاكرة. وغدا نواصل

نهر قد انبجس يا دكتور مصباح.. بداية موفقة. كنا ننتظر هذا البوست منك كما أنت قد وعدت السادة القراء الكرام..
ده عمل رائع يصب في ميزان حسناتك إن شاء الله.. ومتمم للعمل الذي بدأته انا من ذي قبل عن المدرسة الأولية في شري..
والحمد لله شهد شاهد من أهلها
نسبة لأنو نحن كنا الدفعة التى قبلكم بعام. وكنا آخر دفعة من أولاد المناصير في أبي حمد المتوسطة، فقد كان لكم الفضل في أنكم أول دفعة تأسست عليها مدرسة شري المتوسطة.. أو ( الثانوية العامة)
يا ريت الشباب يمدو أياديهم معانا الذين درسوا فيها من جميع نواحي المناصير..
شري.. والكاب... وكبنة.. وعصمة... وبرتي.. ملك لجميع المناصير.. وما حقاتنا برانا..

شكرا المهندس صديق على التعليق والتشجيع. ونواصل الحديث .

بعد أن تم تكوين هذه اللجنة الكريمة اختيرت منها لجنة مصغرة للسفر للدامر ومن ثم للوزارة بالخرطوم للتصديق لهم بمدرسة متوسطة وتم اختيار كل من أحمد حسب الله، أحمد كرار ، الحسن علي عون الله، طيفور سيدأحمد ، محمد كلمون، . وفعلا سافرت اللجنة وأخذت الموافقة من الدامر ثم التصديق النهائي من الوزارة ، و من ثم بدأ البحث عن المعلمين الأكفاء للمدرسة وطبعا تم تصديق المدرسة باسم مدرسة شري الأهلية الوسطى المعانة، الدولة عليها المعلمين والكتب ، والأهالي عليهم المباني إسكان الطلاب وغيره .. وبمساعدة من المناصير أصحاب الخير بالخرطوم تم اختيار الاستاذ الكريم الذي لا أنسى فضله أبدا الاستاذ موسى حسن موسى - عصمة ، وكذلك مدير المدرسة حسن محمد حسن -من الدمازين ولقب بحسن دمازين كما تم شحن الكتب والأثاث الذي تم شراءه من مال الأهالي الخالص حيث كونت لجان في الخرطوم وعطبرة لجمع التبرعات. وصدقوني أن كل هذه السفريات والتكاليف كانت على حساب الأهالي ومن التبرعات.

بعد عودة اللجنة بدأت في صيانة المبنى وهو جاهز مبنى المدرسة الثانوية قبل الغراق وبدأ اختيار الطلاب ممن هم ناجحون وحصلوا على درجات تؤهلهم للقبول وكان القبول طبعا لأبناء المناصير فقط من الكاب حتى برتي . وطبعا كانت المشكلة كيفية إسكان الطلاب لأن في وقتها لم تكن هنالك داخلية، وطالب من كبنة أو الحيبة أو أوس أو برتي ربما لايعرف قريبا له في شري حتى يسكنه معه وكيف يقبل ولده في المدرسة ولا يعرف مكان سكنه.

هنا تجلى الرجل الكريم الرجل المفضال الرجل .... فارس الفوارس أحمد حسب الله عطاالمنان لهذا الموقف وقام بجمع الأهالي القريبين من المدرسة مثل العطمانين أم لقاديب المتيرة ودعيسي فقاعة وقام بتوزيع الطلاب على الأهالي من قائمة الطلاب وصدقوني يسكن الطالب مع أهل بيت لا يعرفهم أبدا غير أنهم مناصير وقد كان كل بيت في قرية العطمانين فيه طالب مهما كان وضعهم الاجتماعي حتى تم توزيع جميع الطلاب على الأهالي وهم الطلاب الذين لا يعرفون أحدا في شري وقد كانت هذه لفتة بارعة وصدقوني تطورت العلاقة بين الأسر وأصبحت أكثر من معرفه وبعضها تحول إلى علاقة نسب بل أصبحت امتداد لعلاقات أسرية توارثها الأبناء وأذكر لكم على سبيل المثال

1- د. العوض محمد الحسن - كبنة - سكن مع ودعيسى الفكي

2- إسماعيل عقيد (رحمه الله ) - العجولة - سكن مع سليمان السيد

3- حسن محمد الباهي (رحمه الله ) - عصمة الضواب - سكن مع حسين محجوب

4- علي طيفور سيد أحمد - كبنة سكن مع سليم علي الشاعر

5- سليمان حسن الباهي - عصمة سكن مع أحمد سليمان الحلبي

6- محمود تاج السر البشير - شرري - سكن مع الطيب الحسين

هذا على سبيل الأمثلة وقد كانت فعلا لفتة بارعة وتكافل اجتماعي فاق كل التوقعات وبحكم أني كنت طالب وكانت علاقتي ممتازة مع كل الطلاب وكنت محبوبا عندهم كنت أعرف عنهم الكثير حتى الأسرار الخاصة لم يشتكي لي أحدا من الطلاب من السكن ومن معاملة من يسكنون معهم بل كانت الهدايا في كل المناسبات. وقد تم افتتاح المدرسة فعلا في شهر يونيو 1969 م . وغدا نواصل

كلام زي العسل.. غوص غوص لسه يا مصباح.. جيب اللؤلؤ المكنون.
أحمد حسب الله كان رجل فريد. هل تعلم انه توفى اقل من ستين سنة يا مصباح!
سفروه الخرطوم لما مرض.. رحمه الله. اظن دفن بالعاصمة.
بالليل نسمع ليك شري دي تضج!
كالعادة قام ابوى بي بطاريتو نزل على البحر وفي مثل هذه الحالة يخاطب الناس الماشين بالتمر في شري عشان لو في جنازة يجيب المركب والله اللنش فيما بعد..
رد علينا واحد قال خبر.. توفى احمد ود حسب الله. خبر بالليل بس برضو جينا قاطعين شري بالليل.
نعم كان له دور في تأسيس المدرسة المتوسطة وفي التعليم بصورة عامة في شري

شكراً كثيرا الشيخ مصباح في توثيق تاريخ شري والمناصير .. وما شاء الله عليك ... ما زالت حصيلتك مليئة بالمعلومات الخافية على كثير من الأعضاء وخاصة عن التعليم. بس عندي اضافة بسيطة يمكن تكون مفيدة ولا نظلم كذلك سعادة الفريق هاشم الحسن نصر الدين الذي قام في حينها بالإعلان في الصحف عن حاجة مدرسة شري المتوسطة إلى مدير (ناظر) .. وجاء الأستاذ حسن من الدمازين وعملوا له معاينة بالخرطوم.. طبعاً مازي معاينات الزمن دا وانت عارف معاينات الزمن دا فيها... وفيها. على اي حال تم اختياره وقام الفريق بالترتيب لكل شي لسفره للمناصير وكانت نقطة الإنطلاقة.. ومعه الأستاذ موسى حسن موسى الله يطراه بالخير .. واتذكر ايضاً ان الأخ هاشم قام بشحن اثاث المدرسة والكتب واشياء كثيرة لا نريد ان نخوض فيها وكان هو حلقة الوصل بينه وبين الأستاذ حسن دمازين وموسى حسن موسى في استقرار المدرسة واستمراريتها. وانا شخصياً كنت من ضمن المقبولين في المعهد الفني - ابوحمد وكنت ومتردد بين المعهد ومدرسة شري المتوسطة هذه . وبما انها كانت في بدايتها لم يشجعوني.. والحمد عدنا الكرة مرة اخرى وجاء السلم التعليمي .. وإلى النهاية.

أسف ويمكن للأخ مصباح الإستفسار من الأساتذة/ هاشم الشيخ- حسن احد الحسن (والذين تم قبولهم أولاً في مدارس بمناطق دنقلا (طبعا هم دفعة المرحوم احمد الحسن نصر الدين -أبو رشا عليه رحمة الله في وادي سيدنا ) وكان للفريق الدورالكبير في قبولهم في منطقة دنقلا في ذلك الوقت - وطبعاً زمان الواسطة عندنا في المناصير معدومة خالص والذي يلقاله فرصة عمل دي تكون من عجائب الدنيا السبعة - لكن الآن يشوفوا السجل الأكاديمي بتاعك في الثانوية اولاً ثم الجامعة وانت في اي Category . ونرجع للأساتذة هاشم/حسن ... طبعاً قضوا فترة هنالك وبعدين تم نقلهم إلى شري المتوسطة. والواحد ما زال يكن لهم كل التقدير والإحترام لبراعتهم وكفاءتهم وهمتهم اضافة للأستاذ موسى حسن موسى.

نأسف للمقاطعة ،، والإضافات .... وتقبلوا مروري وتقديري..

جزاك الله خيرا شيخنا دكتور مصباح فأنت حقا شاهد عيان وبيان لتلك الحقبة الثرة بالتحول نحو تركيز مؤسسات التعليم بالمنطقة بعد أن ذاق أبناء المناصير الأمرين جراء بعد مؤسسات العلم عن المنطقة . وقد شاء الله تعالى أن قيض لنا رجالا فوارس أوفوا وصدقوا وشحذوا هممهم فأرسوا دعائم وأسس العلم وأنفقوا لذلك من حر مالهم وصالوا وجالوا ولم يستكينوا أبدا رغم صعوبة المشوار وبذلوا الغالى والنفيس من مال ووقت وذلك لإيمانهم النابع من قلوبهم وغيرتهم لبلدهم وقد كانوا من شدة إنسجامهم يقررون ويسمون وفودهم للسفر ويحددون اليوم والتاريخ أحيانا بسوق النعوفاب وكان الكل يوافق على مايقرره البعض دون أى جدل فقد كانوا جادين وحادبين على تعليم أبنائهم وبناتهم ورفعة منطقتهم ، نسأل الله تعالى أن يكون ثواب ماقدموه فى ميزان حسناتهم وأن يتغمدهم بواسع رحمته ...ربنا يعينك دكتور مصباح أبحث ونقب وأسأل لاتترك شاردة ولا واردة تخص هذا الشأن إلا ودونتها فما لم يدرك توثيقه اليوم فستتساقط تفاصيله وتندثر وتنسى يوما بعد يوم ، ونأمل أن يدلى كل بدلوه ممن عايش تلك الفترة أو ممن درس وتعلم بذات الصرح التعليمى والله ولى التوفيف ...

إضافات جيدة من عبد الغني والفكي.. يدكم مع دكتور مصباح.حبة حبة نصل للهدف المنشود..( تدوين تاريخ المنطقة في التعليم)
اصلو مدرسة شري المتوسطة دي كانت فتح مبين..
نحن كنا ممتحنين من ابوحمد المتوسطة للثانوي.. وبرضو فرص القبول بالثانويات كانت شحيحة وتذاع بالراديو...
من الشئ الخلانا نتعصر في القراية شديد هو الخوف.. من إنو الواحد ما ينجح للدخول للثانوي.. ويجي يعيد طوالي في مدرسة شري المتوسطة الفتحوها جديدة.
لأنو ناس البلد ماكان بيفهموا حاجة. إنو بمجرد ما سافرت ولبست البنطلون يوم السفر! خلاص إنت بقيت في المدارس الكبار البي يسافروا ليها.. والناس يحترموك لهذا السبب.. بعد ما بقيت تسافر للقراية تاني تجي راجع تعيد في شري!
دي ماكانوا فاهمنها.. وكان بي يقولوا لينا مافي لهجي بعد ما سافرتو تاني تجوا راجعين لى شري!
لكن الحمد لله نجح كل أبناء المناصير في دفعتنا يومها ودخلوا الثانوي.
وكان زمان البي ينجح من الإبتدائي للوسطي يضبحوا ليهو خروف.. والبي ينجح من المتوسطة للثانوي يضبحوا ليهو خروف.. وناس قريعتي راحت بيكون منتظرين الرادي يذيع عشان يضمنوا اللحم. لذلك وووب عليك كان سقطتا. الرماد كال وشك! الحلي كلها تتقلب الى مأتم والم وحسرة.. وشيل حال.. هذا من الاسباب البي تخلي أولاد المناصير يقروا عشان ينجحوا رغم الصعوبة..لأنو الأهل كونو تسقط ما كان بتمر عندهم بسلام.. خشمك يكون ملح ملح..
وبحمد الله الطلبة كانوا دائما شادين حيلهم.

دكتورنا مصباح محمد مصباح
نرفع لك هاماتنا كما ادهشنا قبلك المهندس صديق
وانتم تذكرون تاريخا ناصعا من بلادنا عراقة التاريخ والاصاله
ونحن امامكم لانستطيع ان نزيد حرفا تعليقا على ما سطرتموه لنا
فالحروف تتبعثر مع عامل الدهشة الرهيب
تقبلوا المرور

الأخوة المتداخلين لكم الشكر الجزيل وأيد على أيد تجدع بعيد وما شاء الله وأشكرك أخ عبدالغني على إضافة هذه المعلومات ودور الفريق هاشم الذي كان شعلة من النشاط وما زال في خدمة المناصير والذي يعجبني في سعادة الفريق خدمته بعفوية تامة نابعة من منصوريته الأصيلة ولايريد في ذلك جزاء ولا شكورا.شكرا لك أخونا المهندس الفكي وأقول البركة فيكم في ابنة العمة رابعة علي العقيد ولقينا الخبر متأخر شوية ولم ننزل خبرها بالمنتدى. الشكر لك المهندس الراقي في التعامل صديق أبوحنة أنا معجب جدا بتعاملك ويعجبني ويهمني في الرجل حسن تعامله ومن عاش مع الخواجات تعلم ذلك. الشكر لشاعرنا صاحب الحس المرهف الرقيق محمد بروي والتعامل مع أمثالكم مدرسة في حد ذاته . أكرر ربنا يعننا على الكتابة وكنت أود المساعدة من النفر ولكن لسوء الحظ كان في السودان.

سلام
صحيح يا مصباح النفر برضو تاريخ هذه المدرسة مطوي في ذكرياته، وما بنعفيه، خليهو كدي يستمتع بي إجازتو دي ويجينا راجع، لأنو هذا البوست المهم راح يستمر ،نحن شغلنا تضامني،زي ما ناسنا الكبار زمان شغلهم كان تضامني، زي ما لاحظت أنت في بداية تأسيس هذه المدرسة، كان هنالك انسجام تام بين لجانهم بصورة تذهل أصحاب العقول، الشئ الذي نفتقده الآن في طرح قضية المناصير، لان هؤلاء النفر كانوا مقنعين بحالهم وتعاملهم ودقتهم وفكرهم وحبهم الكامل لمجتمعهم، وما كان عندهم طموح شخصي، لذلك الناس كانوا متفقين حولهم اتفاق يشبه التسليم الكامل.
لأنك إنت حاسي وشايف أن مصلحتك مرعية أكثر مما تتكلم أنت وتنقد. وتنتقد
والنتائج كانت ظااااهرة قدام العين، نجاح في مساعيهم، خدمات تجي ملموسة يجنى فائدتها المجتمع.
ما أظن حواء المنصورية عقمت، ولانبكي ونتحسر على الماضي،لكن عامل الزمن الآن غريب ومنعطف متشابك ونفوس مريضة وإلتواءات. لكن لابد ان يسطع الفجر ويستبين الخيط الابيض من الخيط الاسود وسط دهمة الظلام.

بعد أن وصول الأثاث والأستاذ موسى حسن موسى وطبعا المبنى جاهز وتم اختيار الطلاب وعددهم أربعين طالبا بالإضافة إلى المدير حسن دمازين الأستاذ موسى حسن موسى - الفراش محمد أحمد ود النعمة والطلاب على ما أذكر هم وترتيبهم حسب الحروف الأبجدية :

إبراهيم أحمد علي العقيد- شري، أزهري حسن الصايم (رحمه الله) شري - إسماعيل عقيد سليمان (رحمه الله) - العجولة ، البشير صديق مكي - شري ، تاج الدين محمد خير - حوش فرنيب ، تاج السر مصطفى - عصمة ، جمال الدين الفكي جيب الله - شري ، حسن محمد أحمد الفكي - عصمة ، حسن محمد علي القاضي - النعوفاب ، حسين حسن مصطفى - شري ، خليفة علي الدقير - شرري ، سليمان حسن الباهي - عصمة ، سليمان علي الفيل -كبنة ، سليمان قسم السيد ( رحمه الله ) عصمة ، صلاح محمد عبدالحفيظ - البركل ، طه محمد الخليفة - النعوفاب ، عابدين محمد أحمد عابدين - كبنة ، عبدالباري الماحي الحسن - شري ، عبدالجبار سعد علوب - النقعة ، عبدالهادي محمد سليمان - شري ، العبيد محمد عثمان - شري ، عثمان أحمد عثمان الفرعي - العقيبة ، عثمان عبدالفتاح محمد صالح - كبنة ، عثمان محمد حامد النفر - شري ، عطاالفضيل سيلمان سيدأحمد - الصفبحة ، علي طيفور سيد أحمد - كبنة ، العوض محمد الحسن اللمباشى - كبنة ، عيسى حسن محمد خير - عصمة ، عيسى خليفة المدين - الفجيليب ، عيسى محمد عيسي - عصمة ، محمد سعيد أحمد عيسى - الجزيرات ، محمد عبدالهادي - كبنة ، محمود تاج السر البشير - شرري ، مصباح محمد مصباح - شري ، مصطفى محمد الحاج - أوس ، موسى محمد خليفة - كبنة ، يحيى علي الحسين - شري ، يوسف عثمان مصطفى شري . هذا حسب ما تذكرته إن لم تخني الذاكرة وسأواصل حديثي.

نشكرك عباس محمد حسب الله على التعليق والإضافة. أوردت أمس أسماء الطلاب ونسيت طالبين عزيزين هما الأخ خليفة الرشيد خليفة - شري ، وحسن محمد سعيد - شري . وقد ذكرت الأسماء حتى أعود للقراء بالذكريات والمقارنات وربما كان بعضعم الآن أجدادا.

عند بداية افتتاح المدرسة كانت هنالك مشكلة الزي المدرسي طلب من الطلاب أن يكون الزي رداء (شورط) لونه كاكي وقميص أبيض ، وكانت المشكلة في الخياطين الأفرنجين وطبعا خياطين البلد كلهم بتاعين جلاليب وعراريق وسروايل وقمصان حريم. وقد استعنا بالمرحوم سليمان حامد عم النفر ولكنه لم يفلح كثيرا والمهم طبعا كانت أول مرة يلبس فيها الطلاب قمصان وأردية في شري.

كانت هنالك لفتة بارعة ومنظر ممتاز كل الطلاب يسكنون (في الخارجية ) ففي فسحة الفطور نذهب جميعا عشان نأكل العصارة الحارة وغالبا ما تكون بقلية أو ملاح نعيمية وكانت الأمهات حريصات جدا على أن يكون الفطور جاهز لأن الفسحة مفصلة على الفطور وبعدها كباية الشاي ويعود الكل وهو مبسوط.

تأخر حضور الناظر حسن لظروف الاستعداد وإخلاف الطرف وآخر صرفيه وغيرها من الإجراءات فكان الاستاذ موسى حسن موسى يقوم بتدريس كل المواد كان شابا نشطا في ذلك الوقت ولم نمله ولم يملنا وكنا كأسرة واحدة ولاننسى ود النعمية الذي يطربنا بطنبوره المعهود في بعض الأوقات بدقات ( الجبنة والضو خزينة ) وغيرها ، بما أننا كنا فصل واحد كانت هنالك نظافة ممتازة في المدرسة وكانت الأزيار باردة جدا وعمنا ودالنعمة رحمه الله كان منظم لعملية الأزيار أما مكتب المدرسين كانت فيه قلة باردة يهتم بها ودالنعمة وكانت موية نيل باردة مبردة نقية وياحليل أيام زمان.

دكتور مصباح سلام إجلال---سلام دهشة

بعد أن أمتعنا وأطربنا وأشجانا الصدوق خشينا أن ينقطع النبع وترحل الغيمات

لكن والله سرد جميل يخلي الواحد مقهي وفاتح خشمو

قريبي دا بحراً نحن ماب نعرف نعومو--ورقابنا قصار ماب تعرف رقيصو

تلك الفترة لم نعاصرها ولكن كانت لي علاقة وثيقة مع إثنين من أعضاء اللجنة--حسن علي عون الله واحمد الحسن عثمان

كان أحمد الحسن يزور جدي بانتظام وكان يحرص أن تكون الزيارة فيها مبيت وكانت الوجبة المفضلة سناسن ولبن

وبحكم سني كنت القيم على خدمتهم فكنت أسمع حديثاً عجبا---مشاكل البلد تناقش باستفاضة وتضع لها حلولاً --والجميل التنفيذ يتم بأسرع مما تتوقع

الشكر للاخ الدكتور مصباح هذا حديث ذو شجون لا نمل منه ومما زاد من روعة السرد ذكرياتك لابناء الدفعة واحدا واحدا باسمائهم وقراهم وبدون مقاطعة لحديثك الشيق اذكر فى سنة2003 وبمبادرة من الاخوان محمد على نصر الدين وحسن على موسى على ان يتم لقاء لابناء الدفعة 1980 اى الذين تخرجوا من شرى المتوسطة فى ذلك العام وبالرغم من ان العدددية لم تصل الى نسبة عالية ولكن كانت هنالك مفاجاءات حيث لم نتعرف على بعض الاخوة وذلك للتغير الكبير فى الشكل وذلك بفعل الزمن**ومن هنا بعد اذن صاحب البوست ان يتم تنادى لكل خريجى شرى المتوسطة لغمل رابطة باسم ذلك الصرح العظيم وتلاقى بين هذه الاجيال حتى ولو بمواقع التواصل الاجتماعى عبر الفيس بوك او عبر منتتدانا المناصير بلدى ولك الشكر يامصباح وانت اسم على مسمى فنور لنامستقبلنا واسنكشف الماضى لكى تعرف هذه الاجيال ان اهلهم بالرغم من اميتهم لم يبخلوا على ابناءهم حتى يتعلموا****

بعد أن أمتعنا وأطربنا وأشجانا الصدوق خشينا أن ينقطع النبع وترحل الغيمات

لكن والله سرد جميل يخلي الواحد مقهي وفاتح خشمو

قريبي دا بحراً نحن ماب نعرف نعومو--ورقابنا قصار ماب تعرف رقيصو

زولي ود عون الله نشكرك..
لكن تعال النسعلك!
أول الرقابن قصار أب يرقصوهن أو
أماني مافي واحدات رقابن قصار رقاصات جنس رقيص!
معاك الرقبة مهمة آه
لكن الرقيص في إيقاع الدليب.. اصلو موعان بالجسم.. وتكون الواحدي ماها طـَرْ قـَا أو طـَرْ قـِـي..( تعوم وتحاكي الحمامة، نفس القدله والدقسة..عقلي يروح مع نورة لما تكمل الرقصة.. تقلب توبا فوق راسا... وتقول كدي تجري تندسا..)
شد حيلك يا ود عون الله وأكتب لنا عن مدرسة عون الله..

لكم الشكر الإخوان المتداخلين الأخ الدكتور ود عون الله وسلامي الكثير وأم العيال لماذا اختفت وعسى ما شر ولعل ذلك مشغوليات عمل فقط، الشكر كذلك للأخ محمد موسى وللمهندس اليد اليمنى لنا في هذه البوست

توقفت عن الكتابة في هذا البوست التوثيقي لتاريخ التعليم بالمناصير والسبب كان بسيطا خطرت ببالي فكرة أن يكون ضمن سردي لقاء مع أحد أفراد الدفعة وكنت منيش على دكتور عوض والنفر ، النفر سافر للسودان وهو الآن مع الأحباب وماعوزين نزعجه الدكتور عوض اتغاتت علي شوية ومارد على تليفوناتي ويادوب كلمته أمس وسواها لي في الضحك ولكن أوعدكم بذلك قريبا .

بعد وصول ناظر المدرسة حسن دمازين والذي استقبلته شري بالفرح والسرور وكرم الضيف ، كما تم توزيع الحصص بحيث أصبح يدرس المواد الأدبية مثل الانجليزي والتاريخ وغيرها . بالإضافة إلى الإدارة وقد أعطى المدرسة دفعة للأمام خاصة في مجال اللغة الإنجليزية حيث كان يجيد تدريسها وأذكر أنه كان يجئ بقفة ملاينة وسائل تعليمية رغم قلتها في شري، وأذكر أنه كان شديدا في الضرب وعلي اليدين ولا أنسى منظرا لأحد الطلاب أتى من المكتب وهو معضي كراسه بأسنانه كما يفعل الكلب لأن اليدين لا تستطيع مسك الكراس وده طبعا كله كان في مصلحة الطلاب. استمر الحال على ماهو حتى أتى لنا أستاذ الأجيال إبراهيم الشاعر رحمه الله منقولا من مدرسة مروي المتوسطة بنات وبقدومه تمت الفرحة وانتظم عقد هيئة التدريس بالمدرسة وانتعشت المدرسة وأصبح يمارس كل النشاط بالمدرسة بدءا بالرياضة وختاما بالجمعية الأدبية في المساء حيث كان يشرف عليها الأستاذ إبراهيم الشاعر كما انتعشت اللغة العربية حيث كان الشاعر استاذا ماهرا يحفظ ألفية ابن مالك .

ومن الملاحظ كما ذكرت سابقا أن جميع الطلاب كانوا مبسوطين ويؤدون كل الواجبات التي يقوم بها أفراد الاسر التي يسكنون معاها وربما كنا نعمل أكثر منهم خاصة في فترة العصرية القصيرة حيث نعود ليلا للمذاكرة الإجبارية اليومية ماعدا يوم الجمعية الأدبية التي كانت تخلط بشئ من السمر حيث كان عطاالفضيل سيدأحمد الذي يطربنا بغنائه وطنبور ودالنعمه فكانت جميعة في ليلة سمر كما كان يتحفنا الشاعر ببعض قصائده الممتازة وأشعاره التي لا يملها أحد. وأذكر أنه مواصلة للنشاط قام بتأليف مسرحية شعرية ممتازة جدا ويومها ماكنا نعرف المسرح الشعري والمسرحية طويلة جدا وهي عبارة تمثيل لمجتمع المناصير الذي كان معظم أهله يعملون في البناء (الطيانة ) وفيها دعوة للتكافل وقيام المشروعات التعاونية وكان المشروع التعاوني هو قيام جميعة تعاونية زراعية تسوق منتوجاتها في مدينة عطبرة والخرطوم عبر عربات ولواري تابعة للجمعية حتى تعم فائدتها وفي ذلك الوقت لم تكن هنالك عربات تسافر بين المناصير وعطبرة. وقد قال في بعض أبياتها

عاوزين التعاون فيه عربيات *** من عند العكد يندلن السلمات

وفي المسرحية كذلك قال يخاطب أحد الطيانة أن الدخول في الجمعيات التعاونية يريحه من خدمة الطين ويكون قاعد مع أولاده لأن زوجته مبذرة و لايستطيع توفير شئ لعياله:

مرتك في الحريم مرة فقر ملخومة *** عايزة الفخفخة ودايما تطق بلعومه

ورد عليه الطياني بقوله

في الدكان لقيت فوقي الديون مردومه *** ديونا ما بتفكها خزنة الحاكومة

والمسرحية طويلة وسأحاول الحصول عليها.

 


الخال مصباح لك الشكر
–


تذكرت بعض مقاطع من
تلك المسرحية –وقد تكون بها اخطاء او ناقصة –فنحنا دائما نقول اننا نتذكر من بعضنا
البعض –فذكرى لشطرة او بيت يجعل الاخر او الاخرين يزيدون وهكذا---اما ما اتذكره—ةانت
ذكرته ايضا فقط للاضافة:


خلاس فلسنا ياحماد بتين
القومة


نشوف التايي تتوافق
تحدد يوما


متين كملتهن الستين
جنيه يابوما


مرتك فى الحريم مرتا
مبهدلة بوما او (فقر ملخومة)


ماتعرف تدبر لى معيشة
يوما


دايرى الفخفخة وداير
تطق بلعوما


مشيت فى الدكان ارجتنى
الديون مردوما


ديونا مابتحلها خزنة
الحاكوما


-----------------


--عرس فوقا عشان تعرف
الجكا


رد—مو قاسى العرس
قاسى الاكل والفكة


صاحبك دا توكرو عمرو
ماينفكا


وجاييك ياخال لى حدى
مايجى دورنا بى نساعدك ومحضرين الاحداث والذكريات

لك التحية الابن سلمان وطبعا ذاكرة الصغار إن جاز التعبير أقوى من ذاكرة الكبار ونعدل عليك شوية:

مرتك في الحريم مرةً فقر ملخومة *** ما بتعرف تدبر لمعيشة يومية

دايري الفخفخة ودايما تطق بلعومة **

في الدكان لقيت فوقي الديون مردومة *** ديوناً ما بتحلها خزنة الحاكومة

عرس فوقها بعدين بتعرف السكة **

مو القاسي العرس قاسي الأكل والفكة *** صاحبك داير توكره عمره مايتفكا

تقرقر في المجالس وفوق حسن تتحكى

ويبدو إنه ياسلمان سوف نستعين بصديق وإذا كنت تعرف مكان الأخ عيسى خليفة المدين تكون وجدت الكنز فأني أعرفه جيدا والراجل ذو ذاكرة قوية ، بالله ياسلمان حاول أن تدلني عليه أو حاول الاتصال بالنفر فأكيد عنده معلومات قيمة والسر في الأمر أنه لم يشارك معي بشئ.

ومن المسرحية أذكر دورا كان يؤديه أخونا صلاح محمد عبدالحفيظ شفاه الله يقال أنه أصيب بالزهايمر ، كان يمثل دور الراجل الكبير يقول :

أنا راجل كبير وعمري ماه صغير *** جربت الزمن شفت الزمن أموره تحير

حسين ولدا صغير وفي أموره دبير *** جميع أفعاله أفعال زولا عديلا خير

متعلم كمان وتفكيره فكرا نيرا

وتطول المسرحية وهي من إبداعات الاستاذ القدير إبراهيم الشاعر نأمل أن توثق مثل هذه الإبداعات ورغم أهمية هذه المسرحية أظن هذه أول كتابة عنها .

ويطول الحديث عن الاستاذ ابراهيم الشاعر ولنا عودة لمدرسة شري المتوسطة.