كلام داخل الحوش -الإعتصام والنتائج

خاص بمنتدى المناصير بلدي
كلام داخل الحوش- الإعتصام والنتائج !
بقلم بكري المدنى
بداية علينا التوافق على نقطة مهمة وهى ان مكونات لجنة المناصير بشر وكذلك نحن هنا واعمال البشر دائما ناقصة والكمال لأعمال خالق البشر سبحانه وتعالى
وهذا لا يمنع بالطبع النقد الموضوعي لأعمال البشر منذ مخالفة ابوهم الأول آدم لأوامر ربه عندما اكل من الشجرة المحرمة وحتى الخطأ الذى يرتكبه احدنا الآن سواء بعلم او غير علم وبى من الشجاعة لأقول الآن ولقد احجمت مرارا عن النقد تلك الأيام حفظا لصف الجماعة ورجاءا لنتائج ايجابية للإعتصام حتى تخرج القبيلة على اقل تقدير بكرامتها امام الراي العام - وبي من الشجاعة لأقول الآن - ولقد اسدل الستار على الإعتصام الذى نتشرف به وشرفنا جميعا - ان ثمة اخطاء ارتكبت من لجنة المناصير تلك وان كنت احسب انها كلها اخطاء بسوء تقدير وليس سوء نيات وهى اخطاء لا ترتقى لأن تكون خطايا وبين الخطأ والخطيئة فرق مقدار وليس فرق نوع ومن الأخطاء تقدير الزمان والمكان والحال -زمان الإعتصام ومكانه وحال الطرف المستهدف اثارته ودفعه للإستجابة وهو الحكومة وبالنسبة للزمان فلقد بدأ الإعتصام مع بداية فصل الشتاء وانتهى بنهايته وهذا جلب للمعتصمين مشقة كبيرة خاصة وان شتاء هذا العام كانت معدلات البرد فيه عالية جدا ولو كنت مسؤلا وصاحب قرار لعجلت بهكذا خطوة قبل انفصال الجنوب الذي مرت عليه شهورا قليلة مستفيدا من حكومة الشراكة والوجود السياسي للحركة الشعبية المتعاطفة مع القضية والذى كان سيمثل غطاء للإعتصام وسندا له في حال تم استهدافه لو تطور الى خروج للشارع العام كما في حال اخواننا الطلاب والذين وان وجدوا مساندة من الجمهور العام في الخرطوم الا انها جاءت نسبية ومن قوى سياسية ضعيفة ومغلوبة على امرها-بالنسبة للمكان صحيح ان الدامر عاصمة للولاية وهى رمز للحكومة ولكن وعلى الرغم من الدامر قدمت وما استبقت شيئا لكن الدامر -وهى مدينتي -تفاعلها مع الأحداث العامة ضعيف وتجاوب ابناءها حتى مع قضاياها دون المستوى المطلوب واعتقد ان الخيار الأمثل للمكان كان عطبرة او الخرطوم صحيح ان السلطات ما كانت ستمسح به في اي من هاتين المدنينتين يتطاول الى هذا المدى وفي ذلك اجابة لمن يسأل لماذا فالإعتصام في اي من عطبرة او الخرطوم كان سيكون ابلغ اثرا وامضى رسالة واضمن للتجاوب من سكان تلك المدن وان فض بالقوة وبعد اربعة ساعات فقط من قيامه لأنه يكون قد بلغ رسالته في اقصر فترة ممكنة ومن انسب مكان اما بالنسبة للحال الحكومى وهذا فيه سوء تقدير ايضا من لجنة المناصير اقول ان قراءة ما سيكون عليه الموقف الحكومى حيال الإعتصام لم تكن صحيحة فبحسن نية ربما قدرت قيادات اللجنة ان قيادات الولاية او الدولة سوف تستجيب للإعتصام وتخف الى الميدان لمحاورة المعتصمين وهو ما لم يحدث للأسف وتعاملت كل الأطراف الحكومية من لدن الولاية والى اعلى رئاسة الدولة بإستخفاف مؤلم مع اهلنا واسوق الآن الحديث عن نتائج الإعتصام وكل ذلك بالطبع وجهة نظر قابلة للأخذ والرد ونتائج اي عمل مطلقا تنقسم الى قسمين نتائج معنوية محسوسة واخرى مادية ملموسة ولقد حقق اعتصام المناصير من هذى وتلك الكثير -للذكر منه وليس الحصر - في الجوانب المعنوية بلغ الإعتصام قضية المناصير للرأي العام المحلى والأقليمي بشكل غير مسبوق واكسبها زخما مقدرا نتيجة تعاطي الميديا المحلية والأقليمية معه كحدث كان من الصعب تجاوزه على الرغم من الأحداث الكثيرة التى تزامنت معه كأحداث النيل الأزرق وجنوب كردفان اضافة الى مقتل الدكتور خليل ابراهيم وتطور الصراع ما بين السودان وجنوب السودان -هذا على المستوي المحلي اما على المستوي الأقليمي فلقد تزامن الإعتصام مع المرحلة الثانية لثورات الربيع العربي وهى احداث عظيمة ولكن الإعتصام ظل مع هذا محافظ على موقعه المتقدم ولم يخبء الا عندما تدخلت الأجهزة الخاصة وقطعت الإرسال ما بين الميدان ووسائل الإعلام عمدا ومن النتائج المعنوية الأخري للإعتصام تلك الرابطة القوية التى خلقها ما بين المناصير انفسهم داخل وخارج الميدان وما بينهم وبين الآخرين على مستوى السودان وعلى كافة الصعد الإجتماعية والسياسية والإعلامية وحتى الإقتصادية اما في جانب النتائج الإيجابية الملموسة فإن توقيع اتفاقية مع ولاية نهر النيل بشأن انفاذ الخيار المحلى يعد الإنجاز الأكبر في حد ذاته واهم شئ في هذا الإتفاق هو تكوين جسم مستقل (هيئة)خاصة بهذا العمل الشئ الذي يعني ضمنا خروج سد مروي نهائيا ولأول مرة من ملف الخيار المحلى ولطالما كان لذلك السد مواقف سالبة من الخيار المحلى عمل بموجبها على تعطيله بكافة السبل المتاحة له اما بنود الإتفاق فهي محل نظر واعتقد ان مدادا كثيفا سيسيل بشأنها لا سيما في اطار مقارنتها ببنود الإتفاقيات السابقة كما بدأ فعلا الأخ على الكليس -وهو صاحب سبق غير منكور في هذه القضية - يفعل - ولكن في تقديري المتواضع ان المقارنة بين هذه الإتفاقية وسابقاتها لا يجب ان يكون بالمكتوب على الورق بقدرما ان المطلوب هو النظر لما تحقق على الأرض وبما ان الإتفاقيات السابقة لم ينفذ منها الشئ المذكور -بدليل مراوحة القضية لمكانها - فإن التحدي يكمن في تنزيل الإتفاقية الحالية منازل الأرض وهذا شئ صعب نظرا للظروف الحالية التى تمر بها البلاد ولكنها تبقى ظروف لا تعطى لجنة المناصير التى قبلت هذه الإتفاقية العذر وان اعطت على المستوى العام التفسير -وليس التبرير - في حال تعثرها وهذا وذاك وغيره يقودنا بالضرورة للتفكير معا في الخطوة التالية متحسبين في ذلك اسوأ الإفتراضات فالعمل العام لايقوم على الأماني الطيبة وهذا بدور ه يعيدني لتذكير الناس بضرورة الوحدة لأنى احس وعلى نحو غير مسبوق بأن قضية المناصير مقبلة على تحديات وربما تعقيدات تتطلب ان يكونوا معا وفي اي مكان وزمان -اواصل

يجب على الجميع ان يعض على
ماتحقق بالنواجزيسوقنا الى ذلك توحدنا
ونبذ الخلاف والشتات بينا
نحن فى عون الله على المسير فى الاتجاه الصحيح