شكرا المناصير - شكرا المعتصمين

الطريق الثالث – بكري المدنى
شكرا المناصير – شكرا المعتصمين
بعد ثلاثة اشهر و19 يوم وبعد 109 يوم متصلة وبعد 2616 ساعة بالتمام والكمال انتزع اهلنا المناصير المعتصمين في ميدان العدالة بمدينة الدامر اتفاقا مستحقا من حكومة ولاية نهر النيل التى تمثل الحكومة الإتحادية بالخرطوم
لقد كانت فترة الإعتصام صعبة وشاقة بكل المقاييس على المعتصمين ومن كافة الأوجه بدءا بالطقس وانتهاء بالحال ولكن اهلنا الأشاوس قابلوا كل ذلك بصبر الصحابة وجلد الأولين وما خزلونا في أي ساعة من ساعات الإعتصام الطوال او يوم من ايامه الممتدة او اسبوع من اسابيعه المتتالية او شهر من شهوره المرة فكانوا نعم (المعتصمين بالله)و الواثقين من عدالة قضيتهم والمتحدين ابدا من خلف قيادتهم
وما خذلنا المعتصمون عندما راهنت الولاية والدولة من فوقها على عامل الزمن عله يفل من عزم الرجال او يضعف من قواهم ولكنهم كانوا مثل (خام الحديد) كلما بقى فترة اطول تحت الأرض ازداد جودة ومتانة!
وما خزلنا المعتصمين وهم يواجهون السلطة والصولجان بضبط النفس والإرتهان للعقل وهم الذين كانوا يعتصمون في ميدان مقابل لأمانة حكومة الولاية الممثلة لحكومة الدولة التى يختصمون اليها وهي الخصم والحكم !
وشكرا للحرائر من نساء المناصير –امهات وزوجات واخوات وبنات وهن اللآئي حملن المسؤولية وحفظن الدار والعقاب وكن خير نائبات في الغياب القسرى للرجال من الأبناء والأزواج والأخوان والآباء
وشكرا لطلاب المناصير وروابطهم واتحاداتهم في الجامعات والكليات والمعاهد العليا والذين حملوا القضية (جمرة حية) الى الشارع العريض وليس على اياديهم الا لافتات وفي حناجرهم هتافات فلم يستهدفوا حجرا ولا بشرا ولا شجرا فبهم اكتملت منظومة الإحتجاج السلمي الحضاري في ارقى مواقفه
واحي ابناء المناصير الناشطين في الشبكة العنكبوتية على كل المواقع خاصة الفيس بوك ومنتدى المناصير بلدي والذين اعطوا هذه القضية الزخم اللازم عبر اهم الوسائط تأثيرا على الراي العام في زماننا الحالي
واحي ابناء المناصير في الولايات ودول الإغتراب وبلاد المهجر والذين ضربوا المثل الأعلى في التضامن كفاحا بالوصول الي الميدان في ايام معدودات اقتطعوها من زمنهم رغم الظروف والحال الحرن او اتصالا للإطمئنان على اهاليهم وحضورهم الدائم واستعدادهم الأتم في كل لحظة وحين لبذل الغالي والنفيس
واحيى زملائي واساتذتى في الصحافة السودانية والذين قدموا لهذه القضية وما استبقوا شيئا من تغطية لأخبار الإعتصام ومتابعة للقضية نفاذا للحقائق التى لم تقوم دونها المصالح او المخاوف الا من لن يرحم ربي!
واحي القيادات السياسية والمجتمعية ورجالات الطرق الصوفية بالسودان والذين خفوا لميدان الإعتصام زرافات ووحدانا من وصل منهم ومن حالت عقابيل الطريق من (الجنة والناس) بينهم والوصول!
واحي اهل الدامر وضمينها المجذوب وترابها الطاهر الذى كان فرشا ممهدا للمعتصمين وسماءها التى كانت ظلا رحيما بهم فلقد كانت الدامر حفية بالمعتصمين متعاطفة معهم امينة عليهم ضامنة ببركة المجذوب لسلامتهم طوال فترة اقامتهم
ثم ان بي من الشجاعة ما احي به حكومة ولاية نهر النيل وواليها الفريق الهادي عبدالله واعضاء حكومته والذين سلكوا سبل الرشاد بتوقيع اتفاق مع المناصير لإنفاذ الخيار المحلى ونحي على رأسهم واليهم الذى تقبل النقد وان جاوز المدى وتحمل اللغة وان فاضت بها معانيها وان كنا بذلك لا نسوق اعتذارا عن مواقف– ان عادت الأيام بسوء المآل عدنا اليها - ولكنا نرجوا ان يتفهموا مواقفنا تلك ودوافعنا لها فوالله لم نك نرجوا الا عزا لأهلنا ونصرة لهم وما من دوافع من بعد شخصية او سياسية كنا نرجوها وان الحمدلله رب العالمين

الحمد لله رب العالمين شكرا يا استاذ

وشكـرا لك أنت أستاذنا بكرى المدنى فقد ناضلت بفكرك الثاقب الذى خطه يراعك الحر وكنت موجها دوما ومشجعا لأهلك المعتصمين وإن كان هذا هو واجبك تجاه أهلك ولكنك قدمت الكثير ولم تتوانى للحظه فجزاك الله عن ألمناصير خير الجزاء ...

والكثير الكثير--

الشكر لله من قبل ومن بعد
شكرا الاستاذ بكرى المدنى فقد يستحيل القلم رصاص