هجرة المناصير لديار شايق..والشاعر علي يقطع ابيات شعرية على حجر أغبش

نصحح... ابيات حفيضاً يضوي... هي لعلي الشاعر وليس حمد ود ضقولي
..........................
فالمناصير في أرض شايق.. قبيلتنا الواسعة، كانوا هداة علم، وكانوا سمار طنبور.. وطرب.. ورماة حرب مقتدرون..قال الدكتور مختار عجوبة.. يروي عن شاعر الشايقية حسوني يشكر عمدة المناصير في موقعة ( الدبة ) بديار شايق.. وكانت ضد دخول الإنجليز..( أماني يا نعمان ماك ولد.. هد كبد القيقر رقد).. ويهجو ملك الشايقية( ود كنيش جدع المفضض) والمفضض هو السيف المطرز بالفضة..
زمن النجعة.. زمن حملة البقارة.. هرب الناس بسبب الحملة والسلب والنهب الي كريمة..
هنالك حيث الطرب والرقيص.. والطنابير.. حيث جمال فن الشايقية في هذه الأشياء وإبداعهم الراقي... وقد هاجر شاعر المناصيرحمد ود ضقولي مع هذه المجموعة الكبيرة الي هناك.. وهي هجرة ليست ببعيدة( بالحمار ضحوية).. قال:
يامشوا البقارة لى ديارنا رجعنا
يا بقينا معاهن أصلاً ما نجعنا
حفيضن يضوي والشبال رشعنا
دا حور الجني ياناس في سمعنا
.............
الحفيضة.. زمان هى عقد تلبسه الحسناوات.. مصنوع من الفضة وعليه نقوش براقة..
وشاعر المناصير الأول الشاعرعلي جاء بعد ذلك فقال: بعد أن جاء والده قافرو في كريمة عشان يجي يسوق بالساقية ويدفق المسور.. قال
إن كان ما بيقولوا المربا تربه
قعادي أنا في كريمي ولاهو غربة؟
.........
واحد قال للشاعر على شاعر المناصير.. لو شاعر بالجد غني للحجر دا.. وكانوا جالسين على الأرض في قرية صغيرة بجزيرة شري تسمى( كدر) بكسر الكاف والدال) وهي قرية قريبة من قرية الشاعر( أم لقاديب) فنطق الشاعر وقال: حجر كدر اللغبش الأغم
من حياة الدريقي لازح ولانضم.. واستمر في قصيدة طويلة جيدة عن الحجر.. وقد سمعت فناننا المبدع صديق أحمد يغنيها ويقول: صبري صبر الحجر اللصم. عمرو لازح ولانضم.. وقد علمت أنه جاءته الأبيات من حفيد الشاعر على وهو ( ابراهيم الشاعر) كان مدير مدرسة الدبة المتوسطة..
حيثما حل المناصير.. ثوروا.. وأبدعوا وأضافوا بلا فخر.. وقد جاءت الحفريات حول الخزان تؤكد ذلك.. حيث وجدت الجثامين السالمة.. حيث وجدت الجثامين المحنطة كتنحيط الفراعنة تماماً.. حيث وجدت النقوش الراقية.. حيث وجدت حضارة متكاملة.. وقد جاء العجب العجاب من أقوال معظم البعثات فقالت( إنسان هذه المنطقة كان مؤثراً فيما حوله)( إنسان هذه المنطقة امتدت حضارته حتى مصر وليس بمكتسبة عن مصر)( لو درست حضارة هؤلاء القوم.. لغيرت مجري التأريخ في الوطن العربي).. والحق يقال أنها ممتدة من الحضارة النوبية عموماً.. ولكن لها طابع خاص هنا..
الحقيقة كما الشايقية تماماً فإن تداخل المناصير طرفاً من تداخل الشايقية بين القبائل ومتمماً له.. وواحداً في بعض مناطق السودان.. لأن اللهجة واحدة.. مع إضافة بعض الكلمات المحلية الخاصة بالمناصير دون الشايقية.. مثلاً
في قصيدة الشاعر حاج الماحي( القبة المعظم شانا.. شوقي حليل بيبانا)
يحكي عن الساقية.. والذرة الذي تنتجه ويقول(ربي أدينا من تدانا)( أو نضوق تدانا) أو ( حلات تدانا)..
التدان كلمة غير معروفة في ديار شايق.. التدان.. بفتح التاء.. وتشديد الدال وفتحه أيضاً..
وكلمة التدان: حركة مطبخ الوليمة الكبيرة.. وكسرتا والسليقة واللحم عندما تعبأ في الصواني، ويتحركوا بها الشباب جيئة وذهاباً.. جملة أكل الوليمة بعد أن يجهز ويصف ويزف للآكلين في المجمع أو الديوان أو الصيوان أو الخلاوي..يسمى ( تدان)
مثلاً في أغنية ( القمر بوبا) عند الموسيقار محمد وردي
يقول: ما بتحش قش التناقير
ما بتشيل جردل على بير
الرقيبة قزازة عصير
شتتي الشبال يام ضمير
خلي قلوب الصبيان تطير
.......
كلمة( تنقير) بكسر التاء.. وجمعها تناقير
كلمة تنقير غير معروفة في أرض شايق وهي كلمة مستعملة حتى اليوم في ديار المناصير
.......
كذلك ذكرها حاج الماحي في قصيدته الشهيرة( بريدك يا البشير) حيث قال
(إن مر بالتنقير... تالفو الوحوش والطير)
وللعلم وللأمانة وللصدق .. وللفضل.. لا أحب ولا ينبغي لى ولن يجوز.. أن أفصل المناصير عن قبيلتهم الواسعة.. وأقول.. حاج الماحي منصوري.. أو أقول حسوني منصوري .. لا
بل في الحقيقة عايز أؤكد على نغمة يتجاهلها الكثيرون.. وهي أن الناس كلهم كانوا قبيلة واحدة..( مناصير.. امارة... حامداب.. شايقية) وقد جاء اندهاش الأخ الباحث الدكتور الهادي بشرى.. حينما زار المنطقة قبل عامين.. ترافقه كاميرا التلفزيون..قال ما قادر أفرز بين أماري ومنصوري وحامدابي وشايقي. لافرق لافي اللون.. ولا العادات ولا الشلوخ.. ولا اللهجة..
وهكذا...